languageFrançais

مغلق منذ 9 سنوات.. معلم 'دواميس سوسة' نحو الإندثار بسبب التجاهل

ساهم غلق المعلم الأثريّ ''دواميس الراعي الطيّب'' لحوالي تسع سنوات في تجاهل إرث بالغ الأهميّة وحقبة تاريخيّة تعود إلى الفترة الزمنيّة الممتدّة من القرن الأوّل إلى الرابع  بعد الميلاد مع بداية ظهور المسيحيّة في شمال إفريقيا واضطهاد الوثنيين للمسيحيين الأوائل ما دفعهم على اتّخاذ الموقع كمقبرة تحت أرضيّة لدفن موتاهم والاختباء فيها.

وخلا المعلم التاريخي الأثري "دواميس الراعي الطيّب" المعروف بسراديب الموتى والذي يعود اكتشافه إلى سنة 1888 بالمنطقة الشمالية الغربية لمدينة سوسة من حركيّة السيّاح والزوّار منذ 2014 إلى اليوم بسبب تواصل غلقه بحجّة أنّ المكان يشكّل خطرا على الزوّار.

وجاء قرار الغلق وفق أنيس الحجلاوي المتفقّد الجهويّ للتراث بالساحل إثر تقرير رفعه خبراء مختصّون بعد ظهور تصدّعات وتسرّب مياه الأمطار داخله وارتأوا حينها أنّ الحالة الهيكليّة للمقبرة تحت أرضيّة قد تهدّد سلامة الزائرين وألزموا التدخّل السريع للقيام بأعمال صيانة وترميم.

لكن بسبب سياسة التهاون لم تنطلق أشغال التهيئة إلاّ سنة 2022 بتدخلات بسيطة من قبيل تغطية سطح المعلم بالاسمنت لمنع تسرّب مياه الأمطار ومقاومة الرطوبة  فضلا عن إصدار قرار بالتنسيق مع بلدية سوسة يقضي بتحجير مرور الشاحنات الثقيلة من المكان لتجنّب الاهتزازات التي قد تطال الطبقات الأرضيّة لسراديب الموتى.

وقد تدخلت التفقدية الجهوية للتراث سنة 2022 للقيام بأعمال الصيانة والترميم بتكلفة قدرها 3000 دينار لتدارك عملية تراكم المياه فوق السطح.

وأفاد الحجلاوي بأنّ المعهد الوطني للتراث قدّم طلب استشارة لمشاركة خبراء ومكاتب دراسات لإجراء تحاليل واختبارات للتربة ولتقديم حلول كفيلة لضمان استعادة المعلم لبريقه وفتحه أبوابه مجدّدا للعموم   مضيفا أنه تم تحديد يوم 28 أوت كآخر أجل لتقديم المشاركات.

وتمتد "مقبرة الراعي الطيب" التي تم اكتشافها من ضمن 5 مقابر في عمليات حفر على طول 1800 مترا ويبلغ عدد القبور حوالي 6000 قبرا محفورة في طبقات أرضيّة هشّة.

 

*إيناس الهمّامي